اشترك الآن

انضم إلى نشرتنا الإخبارية
ابقَ على اطلاع بآخر الأخبار والمقالات والعروض الترويجية. اشترك الآن!
image
25 May 2025
معايير السلامة في قطاع التعدين
مشاركة
قطاع التعدين

يُعد قطاع التعدين من القطاعات الاستراتيجية ذات الطبيعة التشغيلية الخاصة، والتي تتطلب أعلى مستويات الجاهزية والالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية. ونظرًا للظروف البيئية المحيطة بأعمال التعدين، فإن توفير بيئة عمل آمنة وصحية يُعد ضرورة قصوى تضمن حماية العاملين ورفع كفاءة الأداء التشغيلي في الوقت ذاته.

لتحقيق ذلك، تُطبق أنظمة دقيقة تُعنى بالسلامة المهنية، تشمل إجراءات وقائية ومعايير تنظيمية صارمة. وقد ساهمت التقنيات الحديثة بشكل فعّال في تطوير بيئة العمل، من خلال استخدام أنظمة الاستشعار الذكية، والتحكم الآلي، والتدريب الافتراضي، التي تساعد في الحد من المخاطر وتعزيز الجاهزية التشغيلية.

وفي هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز معايير السلامة المطبقة في قطاع التعدين، ودور الجهات الرقابية في ضمان الالتزام بها، إلى جانب استعراض الحلول التقنية المتقدمة التي تعتمدها شركة “إسناد” لدعم بيئة عمل آمنة، مستدامة، ومرتكزة على الابتكار والتقنية.

أهم معايير السلامة والصحة المهنية في قطاع التعدين

  • التدريب الإلزامي على إجراءات السلامة
    تلتزم الشركات العاملة في قطاع التعدين بتقديم برامج تدريبية إلزامية في السلامة والصحة المهنية لجميع العاملين. وتشمل هذه البرامج: التعامل الآمن مع المعدات الثقيلة، إجراءات الطوارئ، واستخدام معدات الوقاية الشخصية (PPE)، مما يسهم في رفع الوعي وتقليل المخاطر التشغيلية.

  • توفير معدات الوقاية الشخصية (PPE)
    تُعتبر معدات الوقاية الشخصية خط الدفاع الأول في بيئات التعدين الخطرة، وتشمل الخوذات الواقية، القفازات، الأحذية المقاومة للانزلاق، وأجهزة التنفس. ويتم فحص هذه المعدات دوريًا لضمان جودتها وجاهزيتها لحماية العاملين.

  • الرقابة على جودة الهواء داخل المناجم
    تُستخدم أجهزة استشعار دقيقة لقياس تركيز الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأبخرة المعادن الثقيلة. كما تُشغّل أنظمة تهوية متقدمة لضمان تدفق الهواء النقي باستمرار والحد من المخاطر الصحية.

  • تطبيق معايير الأمان في تشغيل المعدات الثقيلة
    تُخضع المعدات الثقيلة كالحفارات والرافعات لعمليات فحص دورية للتحقق من سلامتها وكفاءتها. كما تُزوّد بأنظمة إنذار وتحكم أوتوماتيكية لرصد أي مخاطر فورية والتدخل عند الحاجة، مما يعزز السلامة في بيئة العمل.

  • تنظيم ساعات العمل في المناجم العميقة
    يُمنع العمل لساعات طويلة في المناجم العميقة لتفادي الإجهاد الحراري والتعرض للمواد الخطرة. وتُحدّد فترات راحة منتظمة وفقًا للمعايير الدولية لضمان صحة وسلامة العاملين.

  • تأسيس أنظمة للطوارئ والإخلاء
    تُلزم المناجم بتوفير مخارج طوارئ واضحة، وأنظمة إنذار فعّالة، وخطط إخلاء مفصّلة. وتُنفّذ تدريبات دورية على خطط الطوارئ لرفع جاهزية العاملين وتمكينهم من التصرف الآمن في حالات الحوادث أو الكوارث.

دور الرقابة في ضمان تطبيق معايير السلامة في قطاع التعدين

  • التفتيش الميداني على بيئة العمل
    تقوم الجهات الرقابية المختصة بتنفيذ زيارات تفتيشية دورية إلى مواقع التعدين، بهدف التحقق من الالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية. وتشمل هذه الجولات رصد أي مخالفات أو قصور في تطبيق إجراءات السلامة، مع اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المنشآت غير الملتزمة، بما يضمن بيئة عمل آمنة ومستدامة.

  • مراقبة الامتثال لأنظمة الحماية من الحوادث
    تشمل مهام الرقابة التأكد من وجود خطط وقائية واضحة للحد من الحوادث مثل انهيارات الصخور أو التسربات الكيميائية، إضافة إلى التحقق من سلامة الهياكل الإنشائية للمناجم بشكل منتظم، بما يضمن خلوها من المخاطر التي قد تؤثر على سلامة العاملين أو استقرار العمليات.

  • تقييم مدى التزام الشركات بتوفير معدات الوقاية الشخصية
    تُفرض غرامات على الشركات التي لا تلتزم بتوفير معدات الوقاية الشخصية للعاملين، لضمان الامتثال الكامل للأنظمة وحماية القوى العاملة. كما تُنفّذ فحوصات صحية دورية للكشف المبكر عن الأمراض المهنية، في إطار برامج رقابية تعزز السلامة والرعاية الصحية في بيئات العمل.

  • استخدام التقنيات الذكية في الرقابة على السلامة
    تُعتمد أجهزة استشعار ذكية لمراقبة مستويات الغازات الضارة داخل المناجم لحظيًا، مما يرفع من كفاءة الاستجابة للمخاطر. كما تُستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التشغيلية والتنبؤ بالمخاطر المحتملة، ما يساعد الجهات الرقابية في اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة لتعزيز بيئة عمل آمنة وذكية.

دور “إسناد” في تحسين إجراءات السلامة في قطاع التعدين

تُسهم شركة إسناد بدور محوري في دعم وتحسين منظومة السلامة المهنية داخل قطاع التعدين في المملكة، من خلال مجموعة من المبادرات المتكاملة التي تستهدف رفع جاهزية العاملين، وتعزيز الرقابة، وتوظيف التقنيات الحديثة لضمان بيئة عمل أكثر أمانًا واستدامة.

  • برامج تدريبية متخصصة ومحدثة
    تركز “إسناد” على تطوير برامج تدريبية شاملة تغطي مفاهيم إدارة المخاطر، واستخدام معدات الوقاية الشخصية، والتعامل مع خطط الإخلاء والطوارئ. كما تحرص على تحديث هذه البرامج بشكل دوري بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، لضمان جاهزية الكوادر البشرية وتعزيز ثقافة السلامة في المواقع الميدانية.

  • أنظمة مراقبة ذكية وتقارير تحليلية
    في إطار التحول الرقمي، توفر “إسناد” أنظمة مراقبة متقدمة لرصد الظروف البيئية والتشغيلية داخل المناجم بشكل لحظي، مما يعزز القدرة على التنبؤ بالمخاطر. كما تقوم الشركة بإعداد تقارير تحليلية دقيقة تُقدّم للجهات الرقابية، تُبيّن مدى التزام الشركات بالمعايير، وتدعم اتخاذ قرارات مبنية على بيانات موثوقة.

التحديات وفرص التطوير في تطبيق معايير السلامة

رغم التقدم الملحوظ، لا يخلو قطاع التعدين من تحديات تتعلق بتطبيق معايير السلامة، إلا أن هذه التحديات تفتح في الوقت نفسه آفاقًا واسعة للتحسين، من أبرزها:

  • التكاليف المرتفعة لبعض أنظمة السلامة
    قد تشكّل الكلفة العالية لبعض الحلول المتقدمة عائقًا أمام بعض الشركات، ما يؤكد الحاجة إلى تحفيز الاستثمار في السلامة من خلال تقديم حوافز ضريبية وتشجيعية للشركات الملتزمة.

  • تشديد القوانين والغرامات
    يُعد رفع سقف التشريعات الرقابية خطوة إيجابية تدفع نحو مزيد من الالتزام، وتُعزز من ثقافة المسؤولية المشتركة بين القطاعين العام والخاص في حماية العاملين.

  • صعوبة مراقبة المناجم العميقة والنائية
    يُمثل هذا التحدي فرصة لتوسيع استخدام التكنولوجيا الذكية، مثل أنظمة المراقبة عن بُعد وأجهزة الاستشعار، لضمان الرقابة المستمرة حتى في المواقع المعزولة.

  • نقص الوعي لدى بعض العاملين
    يُعالج هذا التحدي من خلال تعزيز برامج التوعية والتدريب المستمر، لترسيخ ثقافة السلامة كجزء أساسي من بيئة العمل في مختلف المستويات الوظيفية.

  • التعامل مع البنية التحتية القديمة
    تتطلب المناجم القديمة خطط تحديث تدريجية وبرامج دعم فني تُمكّنها من مواكبة معايير السلامة الحديثة، دون التأثير على سير العمليات.

تُشكّل معايير السلامة والصحة المهنية ركيزة أساسية في بناء قطاع تعدين آمن ومستدام، يُحافظ على سلامة العاملين ويُسهم في تقليل الحوادث والإصابات. ومن خلال اعتماد نهج استباقي يشمل التدريب المستمر، وأنظمة المراقبة الذكية، وتوظيف أحدث التقنيات، تمضي المملكة بثبات نحو ترسيخ بيئة تشغيلية متطورة تُجسّد التميز التشغيلي والالتزام بالمعايير العالمية.

فإنّ مواجهة تحديات السلامة برؤية إيجابية واستراتيجية شاملة من شأنها أن تُرسّخ ثقافة الوقاية كجزء لا يتجزأ من منظومة العمل، وتُعزز من مكانة المملكة كمركز عالمي للتعدين المستدام ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.

 

 

 

 

الأخبار المقترحة

اعرف أكثر